الخميس، 18 فبراير 2010

كيف تصنع سينما وفلم عراقي

الذي تابع ويتابع تاريخ نشأت السينما العراقيه يجده تاريخ بلا سيره تاريخيه ابداعيه بل كانت البدايات الفنيه عباره عن جهود فرديه وجماعيه امنت بدور السينما ومايمكن ان تحققه من اهداف متنوعه ولهذا انصفت هذه الاقلام القليله والنادرره بخصوصيه محليه وطابع ابداعي التي ضلت عالقه في ذهن المتفرج على الرغم من من مرور اكثر من اربعين عاما ومن هذه الافلام الضامئون والزورق والجابي وغيرها من الافلام ذات الطابع الانتاجي المشترك قبل عام 1970 وفي مرحله السبعينات بعد ان سيطر الاعلام السياسي الشوفيني على كافه الاجهزه الاعلاميه قتل الفلم العراقي كما قتل مبدعيه اذ لم يبقى من الكلوادر الفلميه المتخصصه وخاصه على المستوى الاخراج باقل من عدد اصابع اليد وهي الاخرى قد قتلت وعطلت من العمل الفلمي ولم يسمح لها بالعمل سوى بعض الافلام الوثائقيه التي لم تشاهد النور اغلبها بل تم حفضها في الارشيف الفلمي وظلت الكوادر العلميه والفنيه التي عادت من بلاد المهجر بلا عمل يذكر ولم يتسع لها المجال بالكشف عن طاقتها الابداعيه وهم يمثلون جيلا مختلطا مابين جيلين ومنهم عبد الهادي الراوي وعباس الشلاه وعبد السلام الاعظمي وطارق عبد الكريم وصبيح عبد الكريم وظل المخرج الوحيد الذي قدم افلام عراقيه سياسيه ضمن الاطار الاعلامي للدوله هو المخرج محمد شكري جميل الذي كان يقدم افلاما بين الحين والاخر ضمن التوجه الذي اشرنا اليه وتصرف له ميزانيه وطاقم فني كبير يضم اغلب الكوادر الموجوده في دائره السينما والمسرح كفلم الاسوار وفلم المساله الكبرى. والشي الغريب العجيب ان
دائره السينما والمسرح لم ولن تستقطب الكوادر الشبابيه من خريجي معهد وكليه الفنون الجميله التي خرجت الاف من الكوادر الابداعيه التي كانت بحاجه الى الممارسه والخبره الميدانيه بل كان ينظر اليها بانها كوادر غير مرغوب بها لاسباب لا يعرفها حتى اصحاب الرأي في المؤسسات الاعلاميه والثقافيه مما قتل حدود التواصل لتطوير الفلم العراقي بين الرواد والكوادر الشبابيه اضافه الى ان اغلب الكوادر العلميه والفنيه المتخصصه تم الاستغناء عنهم وارسالهم الى معد وكليه الفنون الجميله والبعض الاخر دخل في حلبه البطاله والبطاله المقنعه.
وفي مرحله الثمانينات ونتيجه لظروف الحرب والاعلام الحربي باشرت دائره السينما والمسرح بانتاجات افلام حربيه عديده ومتنوعه في معالجتها الدراميه وفسح المجال لاول مره للكوادر الفنيه العاطله باخراج باخراج افلاما روائيه فقدم المخرج عبد الهادي الراوي فلم الشهيد اكرمنا وتلاه فلم المنفذون وقدم عبد السلام الاعظمي فلم عمليه 911 وتلاه فلم عنتره وقدم طارق عبد الكريم فلم السمتيات وقدم طارق عبد الكريم فلم البحر اضافه الى بعض الاقلام الكوميديه مرورا باستقطاب بعض المخرجين العرب لاخراج افلام عراقيه وذات امكانيات ضخمه كفلم القادسيه لصلاح ابو سيف وفلم الايام الطويله لتوفيق صالح وهي افلام مرحليه ترتبط باعلام الدوله وتوجيهاتها الضيقه التي شبه انكمشت في مرحله التسعينات وعليه يمكن اجمال اهم النقاط الاساسيه لعدم تطوير القلم العراقي
1-عدم خلق حاله من التواصل بين الاجيال
2-اعتماد الدوله على بعض المخرجين وتقدم افلام ذو ميزانيه ضخمه كانت تستقطب ميزانيه دائره السينما والمسرح
3-عدم خلق كوادر فنيه متخصصه في كافه المجالات واستثمار خريجي كليه ومعهد الفنون الجميله
4-عدم وجود اعلام حر الحر يفسح المجال للطاقات الابداعيه في بناء افلام تتناول الواقع العراقي
5-اعتماد معهد وكليه الفنون على الدراسات النظريه وانعدام الكوادر المتخصصه والتقنيه ذات التاريخ الفلمي

وبعد عام 2003 وسقوط الصنم اخذت الطاقات الشبابيه تنفجركالبراكين وعلى الرغم من عدم توفر الامكانيات الماديه والتقنيه الا انها رسمت خطوطا واضحه للسينما العراقيه اذ يمكننا ان نقول ان هذه البدايات الابداعيه التي شاهدناها تشكل المنطلق الحقيقي للسينما العراقيه من حيث الموضوعه والمعالجه الدراميه الفلميه كفلم احلام للمخرج الشاب محمد الدراجي وفلم ابن بابل وفلم تقويم شخصي.والافلام ومسلسلات التي كتبها واخرجها المبدع حامد المالكي وعدي رشيد في فلمه (غير صالح) وغيرهم من الشباب الواعي والحريص على تقديم افلاما عراقيه متميزه في الشكل والمضمون اي الحريه والديمقراطيه كانت السبب الاساسي لتفجير هذه الطاقات المكبوته والتي سترسم سينما عراقيه ذات هويه واضحه بعد ان يدرك الساده والاخوه في البرلمان والحكومه بان السينما والثقافه واحده من اهم ادوات الديمقراطيه والا ستصبح الديمقراطيه عرجاء دون الاهتمام بهذه الكوادر الشبابيه ودعمهم معنويا وماديا والابتعاد عن النظره الضيقه التي تقتل الابداع العراقي كما قتله النظام المقبور.

ولكي نقوم ببناء سينما وفلم عراق يمتميز يتماشى مع العراق الجديد وتطلعاته المستقبليه :
1-الايمان بدور السينما والفنون عموما لما لها من دورات متميزه في التعبير والبناء واعتبارها واحده من اهم روافد الحضاره الجديده ومرأه عاكسه للواقع الجديد
2-الاهتمام بالكوادر الشبابيه ذوات القدرات الابداعيه من خريجي معهد وكليه الفنون الجميله ودعمهم ماديا ومعنويا
3-انشاء مؤسسه او جمعيه او تحت اي مسمى كان تهتم بشؤون الفلم العراقي من ناحيه الانتاج وتوفير المناخ العملي والفني للكوادر الفنيه وليكن على سبيل المثال (مؤسسه الفلم العراقي) او (جمعيه الفلم العراقي)
4-انشاء جمعيات او نوادي شبابيه تهتم بالسينما والفنون عموما كجمعيه نقاد السينما وجمعيه الفلم العراقي ونادي السينما وتكمن مهام هذه الجمعيات والنوادي بعرض الافلام ومناقشتها واستقطاب الرواد والنقاد وغيرهم اضافه الى اصدار كراس او مجله او جريده خاصه تهتم بالسينما وفنونها
5-استقطاب كافه الرواد ومن لديهم خبره تقنيه وعلميه وزجهم في معهد وكليه الفنون الجميله للاستفاده من خبراتهم الفنيه وبشكل خاص على المستوى الصوت والمونتاج والتصوير والاضاءه
6-زج طلبه كيه ومعهد الفنون الجميله في المؤسسات والدوائر الاعلاميه ذات العلاقه اثناء دراستهم وعدم الاكتفاء بالدراسات النظريه
7-ارسال الكوادر الشبابيه الى الخارج لغرض الدراسه ومعرفه ما وصل اليه الفلم العالمي ومتابعتهم علميا ورفض اي دراسه ماجستير او دكتورا تقوم على اساس الدراسه النظريه للفلم العراقي وهذا ما فعلته اغلب الكوادر العلميه التي تم ارسالها الى الخارج
8-استقطاب الكوادر العلميه والعربيه لمعهد وكليه الفنون الجميله وسد النقص الحاصل في الاطار التقني كما قامت به كليه الفنون الجميله في منتصف السبعينيات حيث استقطبت كبار المخرجين والاساتذه في فنون السينما كالمخرج توفيق صالح وهاشم النحاس وصلاح ابو سيف واميل البحري وعفت سلام وغيرهم

ما اشرنا اليه من ملاحضات تمثل المسار الحقيقي لبناء سينما عراقيه متميزه الا ان هذا لا يعني الانكماش لظروف العراق الحاليه وقد اثبتت التجربه الماضيه للشباب اعمالا ابداعيه متميزه رغم الظروف الماديه والتقنيه تيمننا برواد الفن السينمائي بودوفكين وايزنشتاين وكوليشوف التي كانت ولا تزال افلامهم تمثل مدارس واتجاهات الفلم السينمائي العالمي



د.طارق المالكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق