الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

دروس ثورة الحسين لماذا لم نستفد منها ؟

كل عام يستقبل المسلمون ذكرى عاشوراء تلك الثورة والواقعة الاتراجيدية التي ليس لها مثيلا لانها ارتبطت بأهل بيت رسول الله ص وسيد الشهداء الحسين عليه السلام اذ هي ثورة الحق ضد الباطل وثورة اصلاح الامة من الجور والانتهازية والدكتاتورية وغيرها من المسميات التي قادت امة الاسلام من فساد الى فساد ومن جهل الى تخلف وقد ضحى سيد الشهداء بجميع اصحابه واغلب اهل بيته وبكل ما يملك في سبيل الله والحق ومكافحة الظلم ومعارضته للامبراطورية الاموية وبعيدا عن مضمون المأساة وما تشكله من الالام واحزان في النفوس التي ينزف فيها القلب دما قبل الدموع سؤلنا ماذا استفاد المسلمون من هذه الواقعة فالظلم مازال منتشرا في ارجاء البلاد الاسلامية والاسبتداد والظلم والارهاب عنوانا للدول المدعية للاسلام وتقارير هيئة الامم المتحدة السنوية تؤكد وبشكل واضح الى التزايد المستمر للاضطهاد والاستبداد والقهر والجوع والظلم في امه العرب والاسلام.وفي كل عام تمر عاشورا كغيرها من الاعوام ويستقبلها المسلمون بالبكاء واللطم على الخدود فقط متناسين دروس هذه الثوره التي تؤكد على اقرار الرفض المقدس للشعوب المظطهده وتثبيت حكم الله في الارض اذ هي المثل الاعلى في التضحيه والفداء ونكران الذات في كافه المجتمعات الاسلاميه الى متى نستقبل هذه الذكرى ونحن لا نجسد مضمونها بقدر التاكيد على شكلها من خلال احياء الذكرى في مواكب عديده ومتنوعه وقراءات تذكرنا بالماساه فقط لا بدروسها الالاهيه التي رسمها سيد الشهداء رمزا وعنوانا لاستقامه الدين الحنيف ففي العراق مثلا وبعد تهديم اصنام الفاشيه تنفس العراقيون ولاول مره في تاريخهم المعاصر تنفس الصعداء واصبح المواطن حرا لا يخاف من هيبه السلطان وجور ازلام النظام وها هي ام عامر المرأه التي تنتقد الدوله والحكومه واعضاء الرلمان وتتهمهم بالفساد والجور وتتطالب بخقوقها الانسانيه وامام انظار العالم كغيرها من الملاين من ابناء شعبنا رجالا ونساء و وشبيبه وشباب اي ان ابناء شعبنا قد تجاوزو حواجز الخوف والصنم التي لم يستطع فيها المواطن العربي والمسلم تجاوزها بسبب الجور والظلم والفاشيه وغيرها من المسميات التي حجمت الامه والانسان معا لعده قرون وبما ان التجربه العراقيه تجربه فتيه واعدائها في الداخل والخارج يتربصون لها ويحاولون افشالها بكافه الوسائل والطرق الا ان الانسان العراقي قد ادرك ما تعني كلمه الحريه ولن يتخلى عنها لو امتلأت ارض الرافدين بالدماء الطاهره تيمننا واستشهادا لثوره سيد الشهداء الحسين عليه السلام ولكي تستقيم تجربتنا ونستثمر دروس الثوره والفداء علينا محاربه الفساد والجنح المخله بالشرف التي اصبحت ظاهره لا تتلائم مع تجربتنا الجديده وعليه يجب اولا محاربه رؤوس الفساد الذين تزينو باقنعه ومسميات وطنيه عده منها الاقنعه الدينيه والطائفيه والذين استثمروا ذكرى عاشورا لغرض تحقيق مصالح دنيويه اذ جعلو من ثوره سيد الشهداء ثوره لا تتعدى الشعائر وطقوس العزاء والبكاء متناسين دروس الثوره والواقع المرير الذي يعيشه ابناء شعبنا في ظل برلمان وشخصيات لا تتمتع بابسط القيم والمعايير الوطنيه مما قادو البلاد من فساد الى فساد اذ هم لا يختلفون شكلا ومضمونا عن يزيد ابن معاويه او مسيلمه الكذاب و الشمر والحجاج وغيرهم من الاسماء التي دخلت مزبله التاريخ وعليه ستكون الانتخابات القادمه هي الثوره والدروس الحقيقيه المستله من ثوره سيد الشهداء عليه ع في الاختيار والانتقاء لمن يصون كرامه الامه ارضا وشعبا وحينئذ سيصبج العراق نبراسا ودربا لكل الشعوب المضطهده العربيه والاسلاميه وعليه فلنقم في كل بيت عراقي عزاء لسيد الشهداء ع ولكن لم ولن ننسى دروسه في تحقيق عداله الله في الارض.
د.طارق المالكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق