الأحد، 23 أغسطس 2009

حمار نصفه رئيسا والنصف الاخر وزيرا

قصة عليوي ونضاله وما قدمه للعراق من تضحيات لا تختلف عن قصص كثير من الانتهازيين والمنافقيين اليوم في عراقنا الجديد. وتحت شعار( لن تتلطخ ايدهم بدماء العراقيين ) .عليوي فلاح عراقي بسيط لم يسعفه الحظ الدخول الى المدرسة ولم تشمله مدرسة محو الامية لانه غبي وينتمي الى عشيرة فلان ابن فلان. ولما يمتاز به عليوي من قدرات التغير في الشكل والهيئه عينه النظام المقبور, حينها رئيسا للجمعيات الفلاحية فأضطر عليوي على تغير دشداشة الفلاحةبملابس جديده العقال والعباءة والدشداشة والحذاء ومما يكمل زينته السيارة الفاخرة والمكتب الواسع الذي يجلس فيه كالحرباء لتناول قهوته او الشاي الاسود من خادمه ابو محيسن الذي يقوم يوميا بقراءة الجرائد والمجلات لسيده الذي لم ولن يفهم منها شسئا سوى كلمة فضحه الله ورعاه هذه الكلمه اصبحت ملازمة كلازمة لعليوي يرددها في كل مناسبة وغير مناسبة وحتى في احلام اليقظة والمنام وبحكم العامل الوظيفي الجديد واحتكاكه بأزلام السلطه في الاحتفالات وغيرها تحول عليوي تدريجيا من فلاح طيب القلب الى غليظ القلب لا يعرف معنى الرحمة حتى مع الاهل والاقرباء اذ كانت تجربته الاولى لقياس كفاءته وحسن سلوكه خلال فتر الحرب اذ كان عليوي يحمل عصاه التي يترنح بها ويبر الفلاحيين وابنائهم بالقوة على ترك اراضيهم الزراعية والالتحاق بالخدمة الالزامية او قواطع الجيش الشعبي كانت مهمة الاولى التوديع واستقبال الشهداء المتزايده اعدادهم يوما بعد يوم ولم يبقى من فلاحي القرية سوى العجرة وكبار السن والمعوقين المنتظرين دورهم للالتحاق بقواطع الجيش الشعبي اما الاراضي الزراعية فحدث بلا حرج اذا عم الجفاف والتصحر ولم يبقى سوى الشوك والعاقول مما يضطر كبار السن لشراء حاجاتهم اليومية التى يجدونها بصعوبة وبأسعار غير قاديرين على دفعها وشيئا فشيئا يتحول رخيف الخبز الابيض الى رغيف اسود وتعم المجاعة وامراض سوء التغذية في عموم القرية والقرى المجاورة الا ان عليوي لازال صامدا ومحافظا على كرسيه ومرددا فضحه الله ورعاه زغم كل الظروف المأساوية التى لم يشهدها العراق يوما من قبل وذات يوم كان عليوي جالسا كعادته في مكتبه يرشف قهوته واذا بالتليفون يرن ويخبره احد الاشخاص الكبار بضروره التحاقه بقواعد الجيش الشعبى انقلب فنجان القهوة وانتفض عليوي من مكتبه كالذئب غاضبا وصارخا ولما انا قالها بصوت مسموع سمعها االفراش واقترح عليه سيدي انك رجل بدين القامه وتعاني من مرض السكري وضغط الدم وعيرها يمكنك الحصول على تقارير طبية للتخلص من هذه المحنه ضحك عليوي وقال لفراشه توجد في المخازن اكياس من الطحين الابيض خذ ما شيئت ومن المواد التموينية الاخرى فلا احد يعرف ماهي الضروف القادمة اما انا فقد ضمنت حصتي من كل شئ حتى لو اقالوني عن هذا الكرسي وبين حرب وحصار وحرب يبقى عليوي محافظا على كرسيه الذي يدر عليه ذهبا من دماء الفلاحيين االفقراء اضافة الى تكريمه بعدد من انواط الشجاعة والكفاءة التي هي الاخرى تدر عليه ثروة مالية اخرى فبنى له مضيفا كبيرا واصبح رئيسا للعشيرة بالعطاية ثم اخذ يجود عليهم كرما وشمل كرمه حتى العشائر والقرى المجاوة حتى ذاع صيته وعرف بأسم عليوي الكبير حينها قرر عليوى الكبير ترشيح نفسه للبرلمان العراقي الجديد بعد سقوط النظام المقبور خاصة وان يداه لم تتلطخ بدماء العرقيين كما اشارت الاحصاءات والتقارير الاستخبارية ثم ان عليوي مالك كبير للاراضي الزراعية وغير الزراعية هذه الغير منقولة اما الثروة منقولة حدث بلا حرج اخذين بنظر الاعتبار ان عليوي لم يجبد القراءة والكتابة حتى اللحظة الا انه صيادا ماهرا في الماء العكر قصه عليوي هذه لا تختلف كثيرا عن قصة رزاق وقادر و محيسن جبير وغيرها من الاسماء اللامعة اليوم في عراقنا الجديد اي ان المضمون واحد لكن الشكل والانتماء مختلفة فالكل يسعى لهدف واحد كيف يلتهم حصة الاسد قبل ان تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن نتيجة للتغيرات والضروف السياسية المتقلبة قرر عليوي بالاندماج او التعاضد او التكاتف مع القرى والاحزاب الاخرى وتشكيل مايسمى بألائتلاف العشائري او الحزبي لضمان حصة اكبر من الخصخصة البرلمانية والوزارية علما بأن عليوي قد حصل مؤخرا على أكثر من شهادة دكتوراه لضمان الكفائة في المنصب البرلماني الجديد سؤالنا هل سيوفق عليوي في منصبه الجديد؟ وكم من الاموال ستدخل حسابه الخاص اثناء فترة عمله ام يتقاعد عن العمل براتب تقاعدي غير محدد بالعملة العراقية ام العملة الصعبة ؟و هل بعد تقاعده يعود الى مضيفه ليجمع العامة ويحدثهم عن نضاله وتجربه وما قدمه للعراق من تضحيات نضالية ؟اسئلة لا يستطيع الاجابة عليها سوى عليوي او الأتلاف العشائري او من على شاكلة عليوي !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق