من منا لم يسمع بحرامي بغداد الذي شاعت شهرته في العالم العربي والعالمي على حد سواء اذ اصبحت هذه القصه يتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل كاساطير الاولين الاغريقيه والعربيه والسومريه كاسطوره جلجامش والف ليله وليله واؤديب ملكا وغيرها اي ان اجيالنا الواعده تعرف حق المعرفه بقصه حرامي بغداد اكثر بكثر عما تعرفه عن قصص نجيب محفوظ او عبد القدوس او همنغواي ومما عمق مفهوم حرامي بغداد وساعد على انتشارها في عالمنا العربي هي المعالجات الدراميه الفلميه المتنوعه وان اختلفت اساليبها الفنيه الا ان حرامي بغداد وهي الهيكل الرئيسي في بناء الموضوعه واذا ما حالفك الحظ و التقيت بأحد الغرباء الاجانب وسألته عما يعرف عن تاريخ وحضاره بلاد الرافدين سيكون جوابه الاول بلد السندباد البحري وحرامي بغداد اما ما قدمته حضاره بلاد الرافدين للانسانيه بدءا بالحرف والكتابه والعجله وانتهاءا بالتشريع فتكاد ان تكون معلوماتهم محدوده وضعيفه اي ما بقى عالقا في اذهان العرب والغرباء هو حرامي بغداد ولا نريد هنا ان نتحدث عن حرامي الامس ما يهمنا الان حرامي اليوم الذي اطلق عليه بحرامي المنطقه الخضراء( عذرا لكل الشرفاء)ما يجب ان يعرفه القارئ الكريم بأن المنطقه الخضراء هي واحده من اجمل واحلى مناطق بغداد في ظل العراق الديمقراطي الجديد لما تتمتع به هذه المنطقه من خدمات انسانيه وغير انسانيه بدءا بخدمات الكهرباء والماء والشوارع والاسواق العصريه وغيرها من المميزات التى تجلب السواح والزوار الاجانب اليها (غريب امور عجيب قضيه) اما سكانها فاغلبهم من العراق المهاجرين سابقا اي اصحاب السياده والفكر والجاه( واحسيناه )وهذه المنطقه الخضراء يحضر على العامه من الناس الدخول اليها او التقرب منها باعتبارها منطقه محصنه (بالله) بكافه التقنيات التكنولوجيه العصريه وبحراسه امريكيه وغير امريكيه اي يصعب على حرامي اليوم والامس سرقتها مهما امتلك من قدرات بشريه وغير بشريه كقدرات رامبو او حتى المافيا الايطاليه والروسيه مجتمعه فالحرامي اذن من خارج المنطقه لا يمكنه التقرب او السرقه او حتى التفكير بسرقه خراف القائد المفكر او بيضه السلطان اذن من هو حرامي المنطقه الخضراء التى ذاع صيته وصيتها في عالمنا العربي والعالمي( حاميه حراميه )هم حراميه اهل الدار اي حرامي البيت وكما هو معروف بأن حرامي البيت ليس بحاجه الى قدرات رامبوا او الخطط المافيويه فكل شئ يفتح له بكلمه السر( افتح ياسمسم )او حرس السلطان وبما انه من اهل الدار حتى لو ضبط متلبسا فلا يعاقب (دود الخل منه وبيه )وهذا خارج اطار القانون الوضعي وان عوقب فبجره اذن وكومه دولارات وان غضب الحرامي على هذا العقاب لان لايستحقه لانه لم يعطى حق قدره فيقيم الدنيا ولم يقعدها مستعينا بحراميه المنطقه ومحاموها وقضاتها وشهودها الجامعيه والطائفيه والحزبيه ( منه وفيه بارك الله بيه) الى حد يصل بالحاكم الاعتذار من الحرامي لا نقلاب الموازين وبالحلف (قالو للحرامي احلف قال جاء الفرج) وحرامي وزاره التجاره( الله يحفظه ) حتى تتم محاكمته و حرامي الزويه (الله يشهره ) حتى تكمش عصابته هم من سكنه المنطقه الخضراء وكما ذكرنا محاكمتهم تعتمد على الشهود والقضاه والطائفه والحزب وياخوفي يكون الحكم بالاعتذار من الحرامي استنادا الى القانون الوضعي الملغوم بالشهود والفهود وستصبح ظاهره المنطقه الحضراء انصر اخاك ظالما ام مظلوما العرف السائد فى العراق الجديد وتعمم على الجميع ويصبح حرامي بغداد حراميه العراقي الجديد ليتم تكامل اللوحه الفينه وتدخل التاريخ من اوسع ابوابه ونبدء من جديد اندك ونلطم والسلسله اتجر سلاسل وبدل حرامي بغداد تكون معقل حراميه الاخيار والى يلحق يحلق والي ما يلحق ايطبه طوب وتنقلب لغه الدفاتر( الدولارات )الشائعه هذه الايام الى لغه السجلات (الملايين من الدولارات) الله ايعينك يا مالكي على بلواك وحسن اختيارك للقاده المنزهين والمفعمين بالوطنيه والاخلاص وهنا نخلص الى ان الحرامي واحد والاساليب والصياغت الادراميه السيناريوهات مختلفه وبها تكمل الحبكه و تنجز السرقه على الطريقه الهليوديه وظز بالعراق وشعبه (عذرا)
د طارق المالكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق