الجمعة، 14 أغسطس 2009

من بغداد الى عرب الجنسيه

في جلسه هادئه لم يسبق التخضير لها على شواطئ نهر الراين ارتشف من خلالها فنجان القهوه غير العربي واتأمل الطبيعه والعالم من حولي وما منحه الله عز وجل لهذا البلد المضياف من خير خضار الطبيعه وثمار الفاكهه و احترام القوانين بين هذا التأمل وذاك جلس بجانبي شخصا يدل مظهره وطريقه تحيته على انه احد المثقفين العرب اما مجموعته فقد جلست على طاوله اخرى بادرني بسؤال هل انت عربي ?نظرت اليه بابتسامه نعم ولا ضحك الرجل وقال لي ماذا تعني بقولك نعم ولا ?فقلت انا مغتربا عراقيا وليست عربيا ضحك الرجل مره اخرى وقال كيف هذا اني لا افهم ما تقول ?قلت له انك قد تفهمه اذا ما تأملته جيدا اما حكامكم ايها العرب لم ولن يفهموا هذا ابدا انطلاقا من مبدأ المحرمات قال الرجل قبل ان اتعرف على اسمك الكريم احب ان استمع الى كلامك المثير للفضوك قلت بأبتسامه حزينه هذا ليس كلامي فحسب بل هو كلام كل عراقي تجده في طريقك وسأبد كلامي منذ السبعينيات حيث رفع العراق شعارا العراق وطن لكل العرب اذ جاءت الجاليه العربيه وبدون تأشيره دخول وحتى وان كانت فهي شكليه والاعداد تجاوزت الملايين وقد وفر العراق لهذه الجاليه الفرص المناسبه لكل واحدا منهم سواء كان متعلما او غير متعلم في دوائر الدوله او الجامعات او القطاع الخاص وكان القانون العراقي يحاسب بشده كل من يعترض طريقهم بقصد او بدون قصد لاي عربي وحتى الجامعات فتحت ابوابها للجاليه العربيه اذ كانت الدراسه والسكن مجانا اي تتحملها الجامعه بل وتدفع لهم ايضا مبالغ ماليه اخرى لغرض ترفيه الطلبه هذا وغيره لم ولن يغضب العراقيون يوما ما بل كان العكس اكثر ارتباطنا بأبناء عمومتهم المحتاجين ولهذه اللحظه يرتبط عدد كبير من العراقين بأبناء عمومتهم بارتباطات وثيقه سوى كانت اسريه او غير اسريه انطلاقا من مفهوم العرق واللغه والدين والتاريخ الخ ما ان دخل العراق في حروب هوجاء مفروضه على الشعب العراقي وقيادات غبيه انقلبت موازين العروبه وكان الشعب العراقي يرغب التعرف عن قرب بأبناء عمومتهم بعد ان ضاق بهم الحصار والمعانات التي لم ولن يشهدها التاريخ المعاصر مثيلا لها اما ابناء العمومه الحكام لم ولن يقدموا علبه حليب لطفل يصرخ ويموت جوعا بينما كان النظام وازلامه يتمتعون باشهى واطيب الاكلات الافرنجيه والشرقيه اذ كانت الهجره والتهجير حلم يسعى اليه كل عراقي فأضطر اغلب الناس على بيع اثاثهم المنزليه وغير المنزليه لدفعها رشوه لأزلام النظام المقبور لغرض الهجره والتهجير والقصص في هذا الموضوع تتجاوز خيال الكاتب همنغواي الذي عاش الحرب العالميه وكتب قصصا تمجده الى هذا الحين كانت المحطه الاولى للعراقين المهاجرين هي الاردن على الرغم من معرفتنا المسبقه بالامكانيات الاقتصاديه لهذا البلد ومدى قدرته على استقبال هذه الجاليه من علماء واطباء واساتذه جامعات وتخصصات علميه نادره وغيرها ولكن لاقينا ما لاقيناه من ظلم الاخوان فكان العراقي مظطرا للعمل مهما كان وما ان ينتهي العامل من عمله حتى يسمعه ابن العم( الله يعطيك العافيه )اي بدون اجرا لان ابن العم هذا يعرف مسبقا بان القانون معه وليس مع العراقي المسكين والقصص في هذا الموضوع حدث بلا حرج والاسوء من هذا وذاك ان جميع ابناء العمومه بدون استثناء لم ولن تستقبل اي عراقي حتى لو كان عالمافي مجال الذره لمجرد انه يحمل جواز سفر عراقي (عجيب امور غريب قضيه) اذ حتى البلدان العربيه التى كان يسافراليها العراقي دون تأشيره دخول هي الاخرى اصدرت نفس القوانين بحق ابناء الشعب العراقي( ارحموا عزيز قوما ذل ) الا ان ما يثير الفخر والاعتزاز هو موقف الاخ قائد الثوره الليبيه معمر القذافي اذ كان رجل مبادئ وقيم ومن خيره القاده في عالمنا العربي اذ فتح الابواب امام الجاليه العراقيه فاستقبل العلماء والاطباء والاساتذه وغيرهم من التخصصات العلميه على الرغم من ان الجماهيريه كانت تعاني حصارا امريكيا ظالما عاش وتعايش ابناء الجاليه العراقيه مع اخوانهم في الجماهيريه اذ كان حقا شعبا عظيما يعرف حقا معنى العروبه والاسلام فالحديث عن العرب والعروبه لبقيه العرب نجده فقط في الكتب المدرسه والقديمه المتهالكه الا ان الواقع العربي يفرض علينا اتخاذ خطوات جريئه و ها انا كعراقي اناشد الثوريين والمفكرين والعلماء في ظل العراق الجديد باجراء استفتاء عام حول هل يرغب العراقي بارتباط العراق الديمقراطي الجديد بالعرب والعروبه ام لا ? وصحه كلامنا تقرره نتائج الاستفتاء .اي اذا كان بلد الرافدين ضحيه اليوم فالدور اتيا اجلا ام عاجلا على كل حاكم عربي حاصلا على نسبه انتخاب 100% ضحك صديقي المثقف مقاطعا حديثي قائلا بالله عليك يا اخي اين هو مكتب اللاجئين نريد ان نلحق انفسنا اذ نحن مجموعه من المثقفين من بلدان عربيه مختلفه جئنا لهذه الاسباب التي ذكرتها واسباب اخرى لا يمكن الحديث عنها الا اني قاطعته هل انت عربي _ قال نعم ولا ضحكنا جميعا بألم وذهبنا الى مكتب اللاجئين
د طارق المالكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق