امتازت افكار القذافي ومنذ استلامه الحكم بأنقلابه العسكري قبل اكثر من تلاثين عاما بأنه رجلا عسكريا ومفكرا ويتمتع بدهاء سياسي فريدا من نوعيه اذ كانت لافكاره الفلسفية والسياسية المترجمة في كتابه الاخضر والقريبة من العقلية الفلسفية السابقة لصادق النيهوم منطلقا فكريا وسياسيا لتطبيق نظريته الجديدة .واطلق عليها النظرية العالمية الثالثة والمتمثلة بسلطة الشعب. اي ان السلطة تقوم اساسا على المشاركة الشعبية التى تحددها المؤتمرات الشعبيه وعلى اساسها يتم اختيار أمناء اللجان الشعبية اللذين يقومون بأدارة شؤون البلاد في الداخل والخارج .فأفكار القذافي السياسية والفكرية قد غيرت المسميات المتعارف عليها عالميا الى مسميات شعبية تنطلق اساسا من مفهوم الشعب فالدولة لا يديرها رئيس وانما امين اللجان الشعبية المختارة من قبل الشعب .لذالك نجده هو الامين لهذه اللجان منذ استلامه الحكم .ولكي تتحقق النظرية العالمية الثالثة وبشكل جيد فقد تم الغاء كافة الاحزاب والحركات الوطنية من خلال شعار الكتاب الاخضر من تحزب خان اوالتمثيل تدجيل لهذا سميت ليبيا بأسم الجماهيرية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى واضيف اليها مؤخرا كلمة افريقية والذي يقوم بدراسة وتحليل الكتاب الاخضريجد الفارق بين النظرية والتطبيق واضحا جدا . فالعمق الفلسفي للنظرية العالمية الثالثة لم يجد له صدى واقعيا وبمعق الطروحات الموجدة في الكتاب الاخضر .وعلى الرغم من قائد الثورة كانت له مواقف عربية واضحة وجريئة سواء من قضية فلسطين والاعتداءات الاسرائلية والتعايش الفلسطيني الاسراثليى والمتمثلة( بسراطين) وانتقاده الدائم للمواقف العربية المتخاذلة وتهديده بالانسحاب من الجامعة العربية وخاصه موقفه الاخير من الجمعية العامة للامم المتحدة وما يحملة نظامها الداخلي فمن ارهاب للدول الصغيرة اضافة الى موقفة و انتقاده والمستمر انذاك للنظام العراقي المقبور سواء في حربه مع ايران او غيرها من الافعال الاجرامية التي اقترفها النظام المقبور بحق العراق ارضا وشعبا وما يجلب الانتباه والمفاجئة الغير متوقعة من المفكر القذافي وموقفة من ابناء الشعب العراقي هو موقفه من قضية اعدام المجرم صدام حسين فأذا كان قائد الثورة مؤمنا حقا بأرادة الشعوب وقراراتها كما تشير اليها نظرية العالمية فلماذا يعترض على قرار شعبي عراقي بأعدام الطاغية صدام حسين ذالك القرار الذي سبقته اعترافات المجرم بجرائمه والذي تناقلتها معظم وكالات الانباء العالمية من خلال محاكمة ديمقراطية قل مثيلها في العالم العربي والافريقي .وهنا نتسأل كيف لا يميز الاخ قائد الثورة بين المجرم والثوري وهل اصبحت مواقف الرموز التاريخة متداخلة الى هذا الحد بيحت لا يمكن التميز بين المجرم والوطني ام هناك مصالح اخري لهذا التميز فاذا كان نصب عمر المختار رمزا عربيا وليبيا لتحدي الظلم ومقارعة الاستعمار الايطالي فكيف تتشرف الارض الليبية بنصب تذكارا لمجرم العصر صدام حسين الذي قتل الملايين وشرد الملايين ورمل الملايين واعتدى حتى على حقوق الحيوانات والطبيعة ! وهل اصبحت الشعارات الوطنية المزيفة والمقنعة مقياسيا وطنيا اكثر من افعالهم الاجرامية المترجمة في الواقع واذا كان الاخ القذافي معجبا بهذه الرموز فالمفروض ان يكون نصبا لجمال عبد الناصر او عبد القادر الجزائري او الشيخ ضاري وليس صدام حسين .اما من الذي حكم ونفذ حكم الاعدام بالمجرم صدام حسين ولا يعرفه القذافي؟ فليعلم الاخ القائد بأن المنفذين لعملية الاعدام هو 22 مليون عراقي لان كل واحدا منهم يحمل في جعبته ملايين الادانات ضد هذا المجرم وعندها لم ولن تكتفي المحكمة الدولية باصدار قرار واحدا باعدامه بل ستصدر 22 مليون قرار اعدام له هذا اذا اردنا تطبيق الحق والعدل واحترام قرارات الشعب واحكامه والتي غابت وتغيبت فى عالمنا العربي والافريقي على حد سواء .
د طارق المالكي
د طارق المالكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق